للقدر حكاية بقلم سهام صادق
السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني
فأتسعت عين حمزة من جرأتها لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي اه انا
كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدما دافعت عن حالها برضى
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها
ده اعتذر مني
كل ده عشان اعتذر منكلاا حمزة
الزهدي عمل انجاز في حياته
لتشير ياقوت نحو حالها
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف لتتجه نحوها ياقوت تضربها على ظهرها وهي الأخرى تضحك
رفعت سماعه مكتبها تتلاقى الأوامر من مديرة مكتب حمزة بأن تأخذ احد الملفات الموجوده لديها وتذهب اليه في عنوان الشركه التي املتها له
نظرت للعنوان بقله حيله فهى لا تعرف إلا بعض الامكنه هنا ومازالت خبرتها محدوده وتتعلم كيف تذهب وتأتي
فوقفت خارج الشركه تنظر لسيارات الأجرة تحسم قرارها
مش مهم يا ياقوت نبقى نوفر الفلوس ف حاجه تانيه اترفهي في تاكسي النهارده
واوقفت سياره أجره لتملي السائق العنوان
وبخطوات بطيئه كانت تدلف الشركه لتنظر لهيئه الموظفين واجسدهم مندهشه وبأعين متسعه
هي الشركه كلها رجاله كده ليه
وعندما وقعت عيناها على فتاتان في الاستعلامات ذهبت نحوهم مبتسمه تخبرهم بهويتها وأنها اتيه من فرع الشركه الأم لجلب ملف
انتوا شغالين هنا ازاي ده كلهم مصارعين
ضحكت الفتاتان فأكملت ياقوت سيرها ضاحكه الي ان وصلت أخيرا لمكانه
لتدلف مكتب واسع للغايه ثم حجرة وجدت بابها مفتوحا على وسعه وحمزة يسير بين بعض الراجل يلقي عليهم تعليماته
لتتحرك نحوه وعيناها متسعه على أجساد الرجال الضخمه
صوتها خرج غير مسموع
حمزة بيه
وفزعته من صياحه بالواقفين فنظرت لهيئتها
انت عامله زي الصرصار كده ليه
كانت تقف خلفهم مباشره ولم ينتبه أحدا لدلوفها الغرفه انحنت نحو حقيبتها تخرج الملف حتى تكون مستعده لاعطائه له فور ان ينهي حديثه
وصرخه خرجت من بين شفتيها
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني عشر
حالة من الصمت احتلت المكان على اثر صړاخها الذي صدح فجأة عيناها كانت مسلطه على لم تستطع رفع عيناها لأعلى خشية مما ستراه ولكنها لن تظل هكذا
اعتدلت في وقفتها ببطئ وتوتر لتتسع حدقتيها وهي تجد أنظار الموجدين بالغرفه وأولهم حمزة مسلطه نحوها
دقيقه كامله مرت وهي على تلك الحاله حتى صدح صوت حمزة منهيا اجتماعه بالمتدربين الجدد بشركته
اتفضلوا انتم ولينا لقاء تاني ياشباب
ابتعدت عن طريقهم عيناها تعلقت بأعين حمزة الحاده لتشيح وجهها عنه تنتظر توبيخه
فين الملف اللي طلبته
ادهشها عدم صراخه بها تعطيه الملف وهي تود ان تهرب من امامه
اتفضل يافندم
واردفت بلهفة
اقدر كده امشي يافندم
كادت ان تسير بقدمها التي مازالت تؤلمها لتقف جامده في مكانها
انا اذنتلك تمشي
هتف بها بعدما رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدما وقعها
يداه امتدت بالملف فأسرعت تأخذه منه كي تنصرف من أمامه
فوجودها معه يربكها
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجسدها وتغادر
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم يراعي آلم قدمها
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته
حاضر
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها
سارت خطواتان ثم أشرقت ملامحها وهي تسمعه يحادث أحدهم عبر الهاتف
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه ياسلام لو عندي عربيه زيها
حديثها الخاڤت وصل لمسمع السائق فضحك رغما عنه
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه
قولت كفايه كده
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوجالي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها في آخر محطه لهم معا
هو اللي انا بعمله ده لعب عيال ياشهاب
واردفت بتلاعب
انا باخد اجازه
من حبي ليك بيتهيألي انا كده رايحتك مني
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود
أنتي عقلك جراله ايه اجازه ايه واحنا خلاص اتجوزنا
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه
ندي الصبر ليه حدود مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلماته كانت تغرز بقلبها دموعها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها دفعته عنها بضعف وقد شعر بالندم ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
عندك حق انا لسا فاكره اعيش دور الضحيه
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله
انا اسف ياندي
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه
دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عندما وصفت لها لحظة سحق قدمها لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت بقى ليكي طرائف وعجائب
واردفت ضاحكه
والديناصورات علي كده حلوين
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش
خلاص يامفتريه هسكت شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدماه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه
شريف
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده
عرفتي ازاي
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي هتعملي ايه
نطقت بعفويه
هعرفك وده هيكون بأحساسي
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته
كان عندي شغل مهم
اماءت برأسها متفهمه وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها
ديه شكولاته الفرح
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها
احكيلي عن الفرح العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها فهمت سماح انها لم تستطع
انا اسفه ياسماح معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول
انا عارفه يا ياقوت ولا يهمك
لم تحزن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدم مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها
اوعدك هحاول تاني بس يجي فرع الشركه عندنا انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق
يتمضي
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حزنت منها ولكن
أنتي هابله يا ياقوت ازعل من ايه انا لو هزعل هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا
وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي
هتفت ياقوت على الفور
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كدهتعالي نروح نتجمع مع بنات السكن
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه لم تخلوا من المزاح والضحك
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما كان يحمل باقة من الازهار معتذرا
لسا زعلانه
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها لتجده يمد باقة الأزهار لها
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه
لا ياشهاب
دلفت صفا لحجرة مأمور السچنكان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها