للقدر حكاية بقلم سهام صادق
فكيف لملاك مثلها تكون
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان
لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سجنها
بعد أيام هتاخدي إفراج ومش هتستني شهرين كمان ياستي
واردف وهو يري الدموع التي لمعت بعينيها
وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا
انت بتقول ايه
ولسانه اخذ يردد بصعوبه
جاكي ماټت لا اكيد الكلام ده غلط
ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون
وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدما حياها مدير مكتبه عندما أخبرته بهويتها
وتفتكر اني هسكت ياحمزة مبقاش ناديه الا ماجوزتك
ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل
تفتكر لما تمشي سيلين هسكت
اهلا ياناديه
ونهض
مش ملاحظة وجودك كتر هنا
ضحكت وهي تفهم تلميحه
ما سبب وجودي خلاص انت مشيته بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه
دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها
من غير لعب ولف ياحمزة ايه رأيك تتجوز ياقوت
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه مما زاد حنقها
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
ونكته سخيفه كمان
بهتت ملامحها وهي تستمع لردة فعله التي لم تروقها فقد ظنت انها اخيرا وقعت علي الاختيار الامثل
ياقوت الفتاه الضعيفه التي جلبتها من البلده ووظفتها بشركه شقيقها
الفتاه التي سترضي بأي شئ
يقدم لها لن ترفض ولن تعترض ولن تشتكي فمثيلاتها يتحملون الحياه دون صړاخ او تمرد
مالها ياقوت ياحمزة مش عجباك في ايه خلينا نتكلم بالعقل ياقوت هتناسبك جدا
احتدت ملامحه پغضب ساحق
ناديه كلامك بقى يزعجني لا ياقوت ولا غيرها
وتابع پشراسه
احمدي ربنا ان ياقوت مش تحت إدارتي هنا في الشركه
لان مصيرها كان هيكون الطرد وشيلي انتي بقى ذنبها
ياحمزة انا عايزاك تتجوز ويبقى ليك عيله حقيقيه انا وبقي عندي عيله صحيح مراد مش ابني بس لما بتجمع انا وهو وفؤاد وتقي بنتي بحس بالاكتفاء شهاب اتجوز وبكره يكون اب ويستقل بحياته شريف قريب هتلاقيه بيقولك عايز يتجوز ومريم بتكبر ومسيرها في يوم تتجوز
صمتت تأخذ أنفاسها وعيناها معلقه بوجهه شعرت بتأثره القليل ولكن سريعا ماعاد لبرودة ملامحه
الحياه هتسرقك ياحمزة منفسكش تشم ريحة طفل منك انت من صلبك
عادت تدقق عيناها بوجهه ولكن لا شئ وجدته الا السكون وكأن الزمن أجاد هيكلة شقيقها لم تتحمل جموده وصمته فهبت واقفه
انت رافض فكره الجواز ليه ما انت كنت متجوز سوسن وكان بينكم علاقه طبيعيه زي اي زوج وزوجه
ابتسامه محبه ارتسمت علي ملامحه
سوسن غير اي ست ياناديه زي مانتي غير اي ست واه ابسط مثال واقف بسمعلك ومستحمل كل أفعالك
انا مش اي حد انا اختك والكبيرة كمان
ما انتي عشان اختي الكبيره مستحمل تصرفاتك ده تقي بنتك اعقل منك
لطمته بقبضة يدها وقد تحول عبوسها لابتسامه واسعه فهى لا تراه شقيق فقط إنما اب وصديق وابنا
نفسي اشوفك حاضن ابنك او بنتك بين ايديك
ربنا يسهل ياناديه
لمعت عيناها بالسعاده وتسألت
يعني هتفكر في ياقوت
واردفت دون ان تعطيه فرصه للرد
ياقوت هتنفعك بنت غلبانه وهاديه لا هتطلب منك حب ولا مشاعر ولا حتى اهتمام مجرد بس تأمن ليها حياتها وتعيش في مستوى راقي ده هيكفيها
وفي محض تخطيطها نسيت ان للاخري حياه تمنت ان تحياها
كلامها جعله للحظه يفكر فعقله قد أعجبه الأمر ولكن سريعا ما نفض الفكره من رأسه فهو ليس مستغلا ولا ظالم
عيناها مشطت ذلك الجالس بجانب شقيقتها على طرف المقعد الجالسه عليه لم يعجبها المنظر ولا نظرات الماره تهتف بحنق
قومي يلا
أرتجف جسد مها وهي تشعر پغضب شقيقتها ومدت يداها بتشوش نحو شريف الذي نهض على الفور من جانبها بأرتباك
شريف اللي حكتلك عنه ياماجده
تذكرت ماجده حديث شقيقتها عنهوتبدلت ملامحها للاسترخاء
الظابط
اماءت مها برأسها سريعا لتمتد يد شريف نحوها
انسه ماجده
لم تعجب ماجدة الكلمه فهتفت
قريب هكون مدام
واشارت نحو دبلتها فأبتسم شريف بتوتر
مبروك معلش جات متأخره
تقبلت ماجده مباركته بأبتسامه متسعه تعجب من امرها تبدو وكأنها من النساء اللاتي يحبون المديح ولكن عمله جعله يعرف أنها ماهي إلا امرأه تعيش الحياه بحسن نية مفرطه ولا ترغب ان تشعر بسنوات عمرها
مها حكتلي عنك كتير مبقاش على لسانها إلا شريف
تعلقت عيناه بمها التي تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وطأطأت عيناها أرضا لو كان الحديث اتي من امرأة أخرى لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر
درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت
ده انتوا الحكومه يا باشا
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها
جالت عين ماجده بينهم وداخلها يهتف بأمل
شكله بيحبها او معجب بيها
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار
هيحب مين ده بس بيشفق عليها انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري
طعام تناولته على احد الارصفه لم تعرف مصدره ولكنها أرادت تجربته رغم رفضه الا انها أصرت التجربه
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق يسألها من حين لآخر عما تشعر
ثم مسح على وجهها بحنو
احسن دلوقتي
تعلقت عيناها به وارتمت بين ذراعيه تشعر بضعفها
ندي في ايه مالك
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه وسمع صوت بكائها الخاڤت
اهدي ياندي لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني
ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منهااهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه
انا كويسه ياشهاب متخافش
لو مخافتش عليكي هخاف على مين
كلماته انسابت على قلبها الجريح وكبريائها فأخمدتهم لثوانيولكن لن تستطيع الاذلال أمامه فالجدار قد بني بينهم
انا تعبانه وعايزه انام
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي
ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها
ف فرصة لقاءه قد أتت ولن تتكرر كثيرا فقدوم السيد شهاب ولن تذهب لفرع الشركة الرئيسي كما الان
دفعات من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا عندي خبر طبعا بمجيئك
ونهض من فوق مقعده وتقدم نحو الغرفه المغلقه لتتبعه في صمت لم تراه خلف مكتبه كما اعتادت إنما كان يقف وسط الغرفه يتحدث بالهاتف يصلح أمرا ما
عيناها رغما عنها سرحت به لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الإجتماعي فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا
انسه ياقوت
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافندم
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها
الملف اه اتفضل
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا حمزة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت
قلبها لم يعد يستطع تحمل لطفه العجيب عليها وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا
من وقوفها
لو حابه الوافقه مافيش مشكله
حركت رأسها نافية الأمر احد المقاعد وجلست عليه فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل لقاء صحفي مع حضرتك
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثهامرت ثواني وظنت رفضه
مع اني برفض اللقاءات الصحفيهبس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافندم
سماح فرحة بذلك الخبر فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح
نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم
أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوقياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه بس تصدقي كده احسن اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وجلست تعد أفرع شركاته دون أن تنتبه لسماح الصامته التي هبت واقفه من فوق الفراش وهرولت من أمامها متمتمه
اشوفك بكره بقى يا ياقوت
انفزعت ياقوت من انصرافها وطرقعت كفوفها ببعضهما
البت اتجنت
ثم داعبت ذقنها
هي اصلا مجنونه من زمان
تنهد بأسي وهو يسمع صوت مراد الحزين لا يعرف كلمات للمواساه فتركه يتحدث كما يرغب
جاكي كانت حامل ياحمزة ابني في بطنها ماټ
واردف بقبضه آلم
الحاډثه كانت متدبره بعد ما