للقدر حكاية بقلم سهام صادق
لكان استنكره ولكن من أجل تلك التي أصبح اكثر درايه بها تقبل الامر
وهتف مبتسما
على كده انا طلعت مهم
ضحكت ماجدة بضحكه لم تعجبه
طبعا ياحضرت الظابط انت مهم ومهم اوي كمان
ثم اردفت
ده انتوا الحكومه يا باشا
ابتسم شريف مجاملة لها وتقبل مديحها وتعلقت عيناه بتلك التي وقفت تفرك يداها بقوة تشعر بالخجل من حديث شقيقتها
شكله بيحبها او معجب بيها
ثم بدء عقلها يخبرها بأستنكار
هيحب مين ده بس
بيشفق عليها انتي ناسيه وضع اختك وهو باين عليه ابن ذوات
تضارب اقتحم عقلها ولكن فكرة واحدة قررت أن تسير خلفها
لن تمنع مقابله شقيقتها بشريف لعلا الأحلام تتحقق مع شقيقتها وتظفر العمياء بالوسيم الثري
وانتهي بهم المطاف بالمشفى بسبب آلم معدتها وها هم عائدين لغرفتهم بالفندق اليه ويسألها من حين لآخر عما تشعر
احسن دلوقتي
تعلقت عيناها به وارتمت تشعر بضعفها
ندي في ايه مالك
لم تنطق بكلمه تبعث له الطمئنينه وسمع صوت بكائها الخاڤت
اهدي ياندي لو تعبانه قوليلي نرجع المستشفى تاني
ابتعدت عنه تمسح دموعها التي سقطت دون اراده منهااهتمامه بها وقلقه عليها كانوا هم أساسها
تمنت لو انها تملك قلبه تمنت ان لا يفرقهما شئ ولم تتخيل بعدها عنه
انا كويسه ياشهاب متخافش
تناول كفيها ثم بطريقه ساحرة جعلت قلبها يخفف بقوة
انا تعبانه وعايزه انام
ونهضت من جانبه وألتقطت ملابسها لتخطو نحو المرحاض مرهقه
كانت عيناه تلاحقها وزفر بنفاذ صبر
لازم ارجع لهفتك وحبك ليا ياندي
ألتقطت ياقوت حقيبتها بعدما اعدت الأوراق المطلوبه داخل الملف اليوم ستأخذ حبوب الشجاعه وستخبره بطلب صديقتها
دفاعت من الشجاعه والثبات كانت تبثهم لنفسها حتى انها لم تشعر بدلوفها من باب الشركه ولا صعودها نحو الطابق التي تحتله غرفة مكتبه
انا ياقوت سكرتيرة بشمهندس شهاب
مجرد ان عرفت حالها للسكرتير القابع خلف مكتبه هتف
اهلا عندي خبر طبعا بمجيئك
عيناها رغما عنها سرحت به لم يكن فائق الوسامه إنما رجلا بملامح شرقيه ولكن جماله نابع من الهالة التي تحيطه ومن وضعه الاجتماع فرجلا بمكانته لا بد أن يظهر عليه الرقي والأناقة
اخفضت عيناها نادمه على نظراتها وتفكيرها المشتت الذي أصبح يرق مضجعها
لا حلم هي تراه ولا هي تري نفسها بطلة قصه خياليه هي فتاه تبحث عن لقمه عيش وتحقيق ذاتها حتي يأتي نصيبها برجلا يحبها ويصونها حتى لو سيبنوا حياتهم معا
انسه ياقوت
صوته افاقها من شرودها لتجد مدير مكتبه قد غادر وهو قد أنهى مكالمته ويقف أمامها يمد لها يده لأخذ الورق الذي طلبه منها نفضت رأسها بطريقه مرئيه بل مضحكه متمتمه
ايوه يافندم
واردفت بتلهف وهي تخرج الملف من حقيبة يدها
الملف اه اتفضل
ابتسم على هيئتها المرتبكه مما جعل عيناها تتسع اندهاشا حمرة الزهدي الرجل الذي يثير الړعب داخلها يبتسم
اتفضلي اقعدي ياأنسه ياقوت
قلبها لم يعد يستطيع تحمل لطفه العجيب عليها وظلت واقفه في مكانها تطالعه بأندهاش
ليجلس خلف مكتبه وسلط انظاره على الأوراق التي أمامه ثم رفع عيناه خلسه نحوها متعجبا من وقوفها
لو حابه الوافقه مافيش مشكله
حركت رأسها نافية الأمر من احد المقاعد وجلست عليه فعاد يطالع الأوراق بل وأخذ يناقشها ويسألها
شعرت بالسعاده وهي تجده يخاطبها هكذا وبتقدير واخيرا مد يده بالاوراق وحان وقت انصرافها كادت ان تنهض بعدما ألتقطت منه الملف
ممكن اتكلم مع حضرتك دقيقه واحده بس
قابل طلبها بأماءة من رأسه منتظرا سماعها
انا ليا صديقه بتشتغل صحفيه وعايزه تعمل
لقاء صحفي مع حضرتك
تعبيرات وجهه جعلتها تدرك رفضه فأردفت
اتمنى من حضرتك تقبل وتديها فرصه مش حضرتك برضوه بتشجع الشباب المجتهدين
ارتفع حاجبه اعجابا بحديثهامرت ثواني وظنت رفضه
مع اني برفض اللقاءات الصحفيهبس هدي صاحبتك فرصه لكن بشرط
خشيت من شرطه وتسألت
ايه هو الشرط يافندم
سماح فرحة بذلك الخبر فاليوم رئيسها سألها عن المقال فأخبرته بصعوبه الأمر فالجميع يعلم مقت حمزة الزهدي للإعلام والجرائد
مش مهم مين اللي هيوجه ليه الاسئله يا ياقوت اهم حاجه بس اعمل اللقاء
ولمعت عيناها وهي ترتب الاسئله التي ترغب في معرفة اجابتها كما انها ستجعل مقالها لامع
انا محتاجه امخمخ كويس للحوار ده واحط الاسئله الغامضه اللي ممكن تجذب القارئ
كانت ياقوت تطالع حماسها ضاحكه
اول مره اعرف ان الصحافين مجانين كده
ضحكت سماح بمشاغبه واخذت تتلاعب بخصلات شعرها
القصير
اديكي نولتي شرف المعرفه
ضحكوا سويا
لتتجه سماح نحو فراش ياقوت تجلس عليه
اكتر سؤال نفسي اعرف اجابته ليه رفض يرجع الداخليه بعد ما تم تبريئه
رغم حكايات هناء صديقتها عن عائله زوجة عمها السيده ناديه الا انها لم تكن تعلم أنه كان ضابط شرطه الا من سماح في حديث سابق بينهم عندما اخبرتها سماح عن سمعته بالسوق منها ياقوت تتسأل هي الأخرى
تفتكري ليه بس تصدقي كده احسن اه معاه فلوس وشركات مكنش هيحققها في مهنته ديه
وابعد هاتفه عن اذنه ليري اتصال من فؤاد
فؤاد بيتصل بيا مراد لازم ترجع لانه قلقان بعد ما فجرت قنبلة جوازك في التليفون ليه
وانتهت المكالمه لينظر مراد لهاتفه فأغلقه حتى لا يتلقى اتصالا من احد
وعلى الجانب الآخر جلس فؤاد فوق الفراش بأرهاق بعدما طمئنه حمزة على ولده العنيد
ناديه
حمزة طمنك عليه مقولتلهوش ليه يفتح تليفونه عايزه اطمن عليه يافؤاد
واردفت بقلق
الفصل الرابع عشر
عيناها لمعت ببريق خاطف مع لحظه ألتفافه نحوهاالقدر بدء يرسم خطوطه ببراعه لا قلب ولا عقل يقف أمامه إنما نحن مسيرون الي مصائرنا عيناها اخذت موضعها نحو البساط الفخم المفترشه به الغرفه حركة فطريه اعتادتها ليست ضعف او هوان انما فطره الحياء
خرج صوته باردا وهو يرمقها بنظرة جامده
اتأخرتي عن ميعادك
رفعت عيناها نحوه معتذرة
المكان هنا بعيد عن السكن بتاعي
حدق بها بثبات وأشار إليها بالتقدم
وقتك فاضل فيه نص ساعه تقدري تبدأي اسألتك
اماءت برأسها بتوتر
سكن ملامحها وتقدمت نحو المقعد الذي أشار اليه اخرجت دفتر صغير مسطر به اسئله سماح التي لم تقرأ محتواها بعد وقلم ثم جهاز تسجيل اخبرتها سماح كيف يتم تشغيله كل شئ أصبح مجهز أمامها
عدي خمس دقايق من وقتك
اتسعت عيناها من حديثه لم تقابل بحياتها رجلا مثله بكل ذلك الثبات والجمودرددت داخل روحها بكلمات تبث لنفسها الثقه
اثبتي يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي عشان خاطر سماح
صدح صوته الجامد الذي اصبحت معتاده على نبرته
ياريت نبدء
نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين
احم هشغل التسجيل وهبدء اه
في وسط فوضته وما يعتريه من ڠضب ضحكعيناها ازداد وسعهما من ضحكته الوقوره مثله
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة
اجابه اجادها ببراعه
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا كلها اقدار مكتوبه بميعاد
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما
الأمر
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت وده بقى البيزنس الصح
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج فنهضت من فوق مقعدها بتوتر
بس لسا في أسئله فاضله ممكن بس وقت إضافي
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها لتدلف الخادمه تلك اللحظه
العشا جاهز يافندم
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك
غادر الغرفه لتقف متعجبه لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى
راجل غريب بكل أطباعه
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها
ايه الرخامة ديهماكان كمل اجابه باقي الاسئله
ثم اردفت ساخرة
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ
اعمليلك واحد بقى تاني مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين
لمعت عيناها بالدموع منها سماح بقلق
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها
في اجازتك روحي زوريهم
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط
ايوه ياعزيز في حاجه
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها
صفا خريجه السجون مش صفا بنت الباشا بتاعك
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر