عشق تحت الوصاية بقلم ايمان حجازي
أمي
اوغرقت عيناها وهي تنظر الي ولدها في حزن
ياريت كان بإيدي حاجه اعملها يا أبني .. اخوك جالي من شويه وقالي انه طلب ايد رحاب بنت عمك وهما موافقين وهيكتبو الكتاب بكره...
داخل غرفتها الواسعه كانت تستلقي بظهرها علي سريرها وعبراتها تنساب ببطئ وهي تتذكر حديث والدها الذي قال لها بلهجه امره ان زواجها من عبدالله سيعقد غدا ظنا منه انها موافقه علي تلك الزيجه وانها مازالت تحبه منذ ايام طفولتها قبل دخولها الجامعه حيث لاحظ والداها اعجابها به .. ولكنه لم يدرك ان ذلك كان فقط حرمانا من حياتها وانها لم تجد سوي عبدالله شهما وعطوفا وحكيما وكل فتاه تنظر له بأعجاب ولكن هل اذا اعجبت به في فتره مراهقتها يصبح ذلك الاعجاب سجنا لها في ايام شبابها ونضوجها !! .. لم يدرك والدها ان الجامعه فتحت عليها ابوابا اخري من العلاقات والتي انستها عبدالله بالفعل وانغمست في حريتها داخل الحياه الجامعيه .. ارادت بقاء اخر امل لها بتلك العلاقه مع زميلها وقامت بالاتصال به وعيونها فياضه بالدموع ..
الو .. خالد
اجابها ذلك المدعو خالد وهو يبتعد عن الفتاه الجالسه بين يديه في ذلك الملهي قائلا في حب مزيف
حبيبت قلبي وحشتيني ..
اجابته بصوت مخټنق ..
محتاجالك قوي يا خالد .. ابويا هيجوزني..
قال خالد بفرح داخلي عرف جيدا كيف يخفيه
وانتي هتوافقي علي كده ولا ايه !
انا مقدرش اقول لابويا حاجه مقدرش اقوله لا..
فأردف خالد بسخريه
يبقي خلاص الف مبروك يا عروسه وربنا يتمم لك بخير ..
ڠضبت رحاب من كلماته تلك واردفت بعصبيه
انا بقولك كده عشان تيجي تتقدملي زي ما وعدتني مش عشان تقولي الف مبروك..
والله يا حبيبتي انا مفهمك قبل كده اني مش جاهز دلوقت ..انتي عارفه كويس فمتجيش وتقولي تعالي اتقدملي مش شغل عيال هو..
يعني ايه يا خالد هتسيبني اتجوزه .. اتجوزه ازاي وانا علي زمتك ..
ابتسم خالد ساخرا
زمتي ايه يا ماما
انتي .. قصدك الورقه العرفي اللي بيننا دي .. لا مټخافيش انا هقطعها ومش هقول لحد اني كنت اعرفك .. هستر عليكي يا قلبي .. شفتي انا جدع ازاي !!
هوت الكلمات علي مسمعها كالصاعقه ورددت
هو مش المفروض انت بتحبني ومش هتسمح اني اكون مع حد غيرك مش انت قلتلي اني ملكك انت وبس ومستحيل تخلي حد يقربلي ..
زفر خالد بعد ان ضاق خلقه
من بكائها
اووووف بقولك ايه يا رحاب خلاص يا حبيبتي اعتبريني مدخلتش حياتك اصلا .. واتجوزي ابن عمك ده وقلت انا مش هجيب سيرتك وهستر عليكي عايزه اي اكتر من كده وعشان اريحك بقه لاني زهقت انا مش بتاع جواز او بمعني اصح مش هتجوز واحده سلمتلي نفسها زيك كده .. ويلا بقه غوري في داهيه عشان مش فاضي ..
ثم اغلق بوجهها الهاتف وهي غير مصدقه علي الاطلاق ما حدث للتو .. اكل ذلك كان خدعه للأيقاع بها! .. احقا لم يحبها !.. ظلت تبكي طوال الليل وهي تفكر في حل لكل ما اوقعت نفسها به ..
دلفت غرفتها وبدأت في المذاكره مره اخري كل ما يسيطر علي تفكيرها في الوقت الحالي هو كلمات والدتها لها الاخيره وهي تقول .. مفيش حاجه هتنفعك غير دراستك .. متعمده نسيان عبدالله او ذلك ما اوهمت نفسها به .. الي ان شتت انتباهها طرق باب غرفتها فأغلقت كتابها وقالت في هدوء اتفضل
تقدمت سمر اليها قائله في نبره حنونه كاذبهاي يا مرمر مكلتيش ليه .. انتي اصلا الفتره اللي فاتت دي حالك مش عاجبني خالص كل ده ليه يا بنتي ! عشان حد مش بيفكر فيكي ولا انتي بتيجي في باله .. !
انتفضت مرام في ڠضب لازع لو سمحتي يا سمر انا اساسا مش عارفه انتي بتتكلمي في ايه .. انا مش بفكر في حاجه غير دراستي وبس وامتحاناتي اللي باقي عليها اقل من شهر ومفيش اي حاجه تانيه واخده تفكيري
ابتسمت سمر بداخلها علي نجاح ما تفكر به فأكملت بتنفيذ خطتها وبعد اقل من خمس ثواني دق هاتف سمر بأسم عبدالله فالتقطت الهاتف مسرعه بعد ان تأكدت ان مرام قد رأت هويه المتصل بالفعل .. فقالت علي عجاله معلش يا مرمر هرد علي المكالمه دي بسرعه ورجعالك
وذهبت بعيدا عنها .. استشاطتت مرام من الڠضب والغيره وتناست تماما ما تفكر به وذهبت مسرعه خلفها لكي تسمع حديثها وذلك ما ارادته سمر بالفعل وبعد ان تأكدت سمر من ان مرام تقف خلفها ..
ازيك يا عبده عامل ايه !
الحمدلله كلنا كويسين المهم انت كويس
ايوه بقه هو في حد زيك دلوقت .. عايش في الجنه بالفلوس اللي اخدتها من الدكتوره فيروز عشان تفضل مع مرام .. انا عارفه ان لولا الفلوس دي مكنتش قبلت انك توافق تبقي معاها وتبقي واصي عليها...
بتقول ايه ! .. مش سامعاك .. اه قصدك انك مش هترجع تاني دلوقت ..طب ومرام دي حالتها صعبه قوي من غيرك .. انا عارفه انك مش بتحبها ولا حتي طايق وجودها معاك لكن برضه مينفعش لازم علي الاقل تنفذ وصيه امها وترجع ..
طيب لازم تحاول تكلمها .. انا عارفه انها قافله موبايلها عشان زعلانه .. انا بحاول والله اخليها تنسيك اهوه وتعيش حياتها زي ما انت عايز بس لازم انت تكلمها وتقولها ده بنفسك ..
حاضر يا عبده
مستنيينك .. مع السلامه
ثم اغلقت الهاتف وهي تري مرام تراقبها في الخفاء ولكن تظاهرت انها
لا تراها ولكنها لم تدرك ايضا ان هناك من استمع الي المكالمه بأكملها وهو مصډوم بكل ما سمع حيث انه ترك اللواء جلال وهو يتحدث الي عبدالله واتي الي من احبها قلبه و سمع كل ما كانت تزعمه ولا غير مصدق علي الاطلاق أنها بتلك الصوره البشعة
تقدمت مرام الي غرفتها بقدم لا تحملها من هول ما سمعت وأخذت تهذي
عبدالله مش بيحبني ومش قادر يستني معايا .. كان عايش معايا بس بسبب الفلوس .. فلوس ايه !! .. معقوله ماما اديته فلوس عشان يقعد معايا .. للدرجه دي انا رخيصه بالنسبه له! .. يعني كل حاجه حسيتها معاه كان بيضحك عليا فيهم وشايفني عبيطه قوي كده وانا اللي كنت دايما نفسي اقرب له نفسي يحبني زي ما انا بحبه كده .. ااااااه
مرااام افتحي انتي قافله الباب ليه !
سمعت مرام ذلك الصوت ولكن دون جدوي من تلك الصدمه التي تشعر بها والحاله التي تعيشها .. ليأتيها الصوت مره اخري مرااام افتحي عبدالله عايز يطمن عليكي ..
انتبهت الي ذكر اسمه فنهضت دفعه واحده مستشاطه من الڠضب وقامت بفتح الباب وبأعلي صوتها ونبره لم يعهدها احد منها علي الاطلاق ..
مش عايززززززه اكلم حد .. قول للباشا انه ميفرقش معايا وانه ولا حاجه في حياتي اساسا عشان اكلمه ..وخليه يتهني بالفلوس اللي اخدها ميشغلش باله بعيال .. انا مش محتاجه حد في حياتي ولو احتجت حد هيكون هو اخر واحد ممكن الجأ له مفهوم يا استاذ عبدالله .. كفااايه بقه كفاااايه عايزين مني ايه تاني ..!!
ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب پعنف اصدر صوتا مزعجا وارتمت علي سريرها تبكي پعنف ...
استمع عبدالله عبر هاتف اللواء جلال علي كل حرف نطقت به مرام
وهو في حاله صډمه .. لا يدري ماذا فعل لكل ذلك أكل هذا من اجل ان رفض الاعتراف بحبها ! .. ماذا حدث لصغيرته!! وما هذه اللكنه التي لم يراها مسبقا !!فهو يعلمها جيدا لذلك ادرك ان شيئا ما قد حدث معها ..
عبدالله انا مش فاهم هي مالها ولا حصل ايه لكل ده ..
قالها جلال وهو ينتبه انه مازال علي الهاتف ردد عبدالله وهو ما زال مصډوما ومفطور الفؤاد علي صغيرته
انا راجع بكره بالكتير .. مش هقدر اسيبها اكتر من كده .. سيبوها انا هسيب كل حاجه وارجع لها ..
طب وفرحك يا عبدالله !
فرحي اي يا جلال بيه ! دا كتب كتاب بس مفيش اي حاجه هتحصل دلوقت .. خلاص انا خدت قراري انا جاي بكره ..
أغلق جلال الهاتف ونظر خلفه وهو يزفر في حنق ليجد كل من سمر وادهم وسيف وزوجته السيده فريده متجمهرين بعد ان سمعوا صړاخ مرام الذي وصل صداه في كل اركان المنزل ..لتبادر سمر وهي ك من سكب فوقها دلو من الثلج بابا .. هو عبدالله هيتجوز !
اردف جلال في ضيق ايوه كتب كتابه النهارده علي بنت عمه .. وهيرجع بكره عشان مرام ..
اسرح سيف بالحديث وهو فرحا بزواج عبدالله حيث اعتقد ان العقبه الكبري بينه وبين مرام
قد تمت ازاحتهاوياخدها ليه يا بابا ! .. هو مش خلاص هيتجوز ..!!
والده اي يا سيف ! .. مش هو المسؤول عنها بالقانون ولا ايه !
ردد سيف وهو يهز رأسه غاضبا يا بابا خلاص المفروض ملوش دعوه بيها واديك شفت هي عملت ايه ! .. هي كمان مش عايزه ترجع معاه يبقي ملوش لازمه .. وان كان علي القانون ف القانون بتاعنا واللي عايزاه مرام هنعمله ..
قال جلال وهو غير مقتنع بما يردده سيفعايزني اعمل ايه يعني ازور القانون عشان خاطر سيادتك ..!!. ثم ان انت مالك اساسا بالموضوع ده متتخدلش في اللي ملكش فيه تاني ..
وتركهم صاعدا للأعلي وذهب خلفه سيف ايضا الي غرفته وهو يحدث نفسه
لا .. مستحيل اسيبها بعد كده مش هترجع معاه وبكره يشوف اما ييجي انا هعمل ايه
وترك سمر وهي بوجه خالي من التعابير امام ادهم الذي لم تشعر بوجوده علي الاطلاق من هول ما سمعت فدار بذهنها
يعني معقوله كل ده مع مرام ومكنش حب وهو بيحب بنت عمه وهيتجوزها .. يعني اي .. كل اللي بعمله راح علي الفاضي وهتيجي واحده تاخده مننا احنا الاتنين ..
ثم قالت بصوت سمعه ادهم وهو يراقب ردود افعالها منذ ان علمت بأمر زواج عبدالله ازااي !!
قال ادهم وهو ينظر لها ولكن بنظره حيره تلك المره حضرتك بتقولي حاجه يا انسه سمر !!
انتبهت له سمر وبوجه عابس قالت لا حضرتك مفيش حاجه ..
ثم همت بالذهاب الي ان استوقفها ادهم مره ثانيه قائلا في اهتمام انتي كنتي بتكلمي مين من شويه علي الموبايل هنا ..
اردفت سمر بتوتر دي .. دي .. اميره صاحبتي.. عن اذنك ..
وقف ادهم مذهولا مما سمع وما قامت به سمر للوقوع بينهم فهو منذ الوهله الاولي ويدرك